الاثنين، 16 أغسطس 2010

المرأة التي عذبتنا - د. أيمن الجندي

امرأة لك وامرأة عليك..
امرأة تريدها وامرأة تريدك..
امرأة تعذبك وامرأة تعذبها..
في حياة كل رجل امرأة أحبها فأذاقته الويل.. امرأة ليست الأجمل أو الأفضل أو الأرق، بل في الأغلب قاسية، متكبرة، متواضعة الحظ من الجمال.. ربما كان أنفها معوجا قليلا، وجهها
شاحبا إلى حد ما.. أناملها أطول من اللازم.. لكنك تعرف أنك تحب هذا الأنف وذلك الوجه، وهذه الأنامل أكثر مما تحب أي شيء آخر في الحياة.. تحبها كما هي بالضبط.
وربما تصادف وجود امرأة أخرى بحياتك.. امرأة أفضل منها آلاف المرات.. تحبك بإخلاص.. ولا تريد سوى أن تسمح لها بأن تفيض عليك من مشاعرها الفياضة.. أنت طفلها الصغير المدلل، وحبيبها مجاب الرغبات.. جارية لرجل لا يمكن أن يكون سواك.. تعرف أنها الأفضل.. الأجمل.. الأطيب.. الأرق.. لكن قلبك الخائن ينجذب نحو حبيبته القاسية كمغناطيس معدوم الحيلة.. كعبد يرفض إعتاقه.
ويستعمرك الحزن، ويستبد بك الشقاء.. ينفرط قلبك كرمانة حمراء .. وتشعر أن الكون يتآمر ضدك.. وإلا فلماذا كلما التفت وجدتها أمامك؟ ولماذا يتشكل السحاب على هيئة وجهها المحبوب؟ ويفوح عطرها المميز على مسافة أميال؟ وتزورك في أحلامك بإلحاح؟.. لا تدري ماذا تفعل بنفسك من فرط الشقاء! تتقرب منها فتصدك.. تقدم عواطفك فتريقها.. وإذا منحتها رمانتك الحمراء قالت إنها لا تحب الرمان.. وتكاد تجن حينما تراها تضحك مع رجال آخرين لا يحملون لها من الود معشار ما تحمله.. تلعنها وتلعن نفسك، ولكنك تعلم أنها لو أشارت لك بإصبعها لتبعتها حتى آخر العالم.
تتجمد في مربع اليأس وتعتذر -وقلبك يتمزق– للمرأة المخلصة، ولسان حالك يقول:
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ** وما رضيت سواكم للهوى بدلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق