الأربعاء، 3 أغسطس 2011

قواعد الوفاق الزوجي 1/2 - د. معن ريشا

      كي لا يصبح الحب كلمة جوفاء، وكي لا يدخل الزوجان سلسلة من الإحباط واللوم والتذمر، هناك قواعد عامة للوفاق الزوجي، أجمع عليها العلماء العاملون في هذا الحقل.

         عدد لا بأس به من الأزواج، والناس البسطاء والعاديين يعتقدون اعتقادا خاطئا بأن هناك كيمياء سحرية تربط بين الحبيبين وتشدهما إلى بعضهما البعض. كما أن هذا البعض يظن بأن الحب شيء أخاذ في روعته يسرق قلب المحب من حيث لا يدري، وبحيث يستعصي على النقاش والانتقاد، وتبعا لذلك فهو قدر مسلّم به ولا سبيل إلى التحكم بأمره.
       فالحب
لا يخطط له، ولا يأتي نتيجة قرار يصممه الإنسان من ضمن تصاميم حياته العملية واليومية، بل يقع فيه الإنسان بغتة.
      إن الحب شيء جميل، تلك هي حقيقة واقعية لا نعرفها جميعا، وهناك حقيقة ثانية تلازمها وتؤازرها ألا وهي أن التمتع بالحب والجمال وضمان ديمومته واستمراريته لا تكفيانها النوايا الطيبة والحسنة وحسب، إنما يفرضان على المحبين ثمنا يجب أن يؤدياه كل واحد منهما تجاه الآخر.
        هذا الثمن هو إسعاد الآخر، وإرضاء شعوره ، واستعداده للعمل على سد احتياجاته، إذا دعت الضرورة. وبدون هذه الشرورط يصبح الحب مجرد كلمة جوفاء تقود أصحابها إلى سلسلة من الإحباط واللوم والتذمر إلى أن يتآكل ذلك الحب ويزول.
       إن العلاقة الزوجية التي بنيت على الحب المتبادل تتأثر بالطريقة التي يتعامل بها الزوجان في أوقات اليسر والعسر؛ فمسؤولية الزوجين في المحافظة على علاقات زوجية جيدة ضخمة، وهي لن تكون يوما من الأيام شيئا ساكنا خاليا من عوامل التبدل؛ فالتبدل في العلاقة الزوجية، يكون إما إلى تطور ونمو وإما إلى اضمحلال وزوال، وفي كلتا الحالتين تكون المسؤولية على عاتق الزوجان معا.
إن اتباع هذا المبدأ في الحياة الزوجية ليس مصدر إرهاق وتعب ولا مصدر إحباط ولوم، إنما هو سبب من أسباب إشاعة القوة في العلاقة الزوجية الحميمة، بغية المحافظة على استمراريتها.
         ما أن يفهم الزوج أو الزوجة نوع العلاقة الزوجية التي تربطهما ببعضهما حتى تنفسخ أمامهما ميادين الأمل، فتصبح حياتهما مليئة بالمفاجآت السارة، والفرح والسعادة، بعيدة عن كل ما يسمّى متاعب، وشكوك، ومشاكل قد تقف حجر عثرة في وجههما.
        من هنا نقول وبكل تجرد، إن أسرار الحياة الزوجية السعيدة يجب أن تبنى على قواعد عامة، توصّل إليها عدد من العلماء نتيجة أبحاثهم المضنية، وسوف نوردها كالآتي:
1- المحافظة على علاقات طيبة.
       إذا راقبنا زوجين في الأيام الأولى من الزواج، نرى وبكل تجرد أنهما حريصان على كل كلمة يوجهها الواحد منهما إلى الآخر، لئلا يثير شعوره، أو يتصرف كل واحد منهما بحذر تجاه الآخر كي لا يغضبه، وبكلمة أوضح، تلاحظ أن الأنماط السلوكية للزوجين في الأيام الأولى تكون في خير أحوالها حيال بعضهما البعض.
كثير من الأزواج والزوجات يقرون بأن استمرارية السعادة في الحياة الزوجية، تتطلب استثمارا حسنا للوقت والجهد، غير  أن الكثيرين من هؤلاء، سرعان ما يشعرون بخيبة أمل، خاصة إذا وجدوا أن الجهود التي يبذلونها لا تثمر ولا تعطي نتائج فورية كما يبتغون.
       إن مثل هؤلاء الأزواج يحسون بالإحباط ويعتبرون أن الزواج شيء مؤلم لا أمل فيه، ويتطلب جهدا كبيرا من العمل والجهاد المضنيين.
إن علماء النفس يعارضون مثل هذا التوجه في التفكير ويؤكدون على أن نجاح الزواج يعتمد على تقاسم المسؤولية في كل عمل يقوم به الزوجان وعلى المشاركة البناءة والعملية في كل ما يحدث في حياتهما الزوجية. هنا يكون الربح والخسارة من مسؤولية الزوجين، فيبتعدان بذلك عن الانتقاد، والتذمر، ويسعيان معا إلى تخطي الخسارة إذا كانت موجودة، وتلاقيها في المستقبل.
2- إن الحب الصحيح لا يموت ولا يدمر بسهولة... يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق