الاثنين، 25 يوليو 2011

يا اسطبل خيل الفارعة - سميح فرج

فاسرح كثيرا 
وافرح كثيرا 
إنْ كان سلخي فرحة
يا اسطبل خيل الفارعة
أنت الغزير على الشفاه 
أنت الكلام على الموائد والرصيف 
إني أراك اليوم تحفن من حجور الأمهات
تأتي إليهن المساء
أو بعد منتصف الوفاء
تختار ما احتاجت رباك 
تختار ما اجتاحت يداك
أتريد هذا...؟
أتريد ذاك...؟
مهلا علينا... 
أنسيت شيئا
أتظن يوما أنك الباقي ونحن الذاهبون الغاربون

خذنا جميعا
كدسا من اللحم المعتّق
واملأ نواجذك الكبيرة 
سيظل عظمي في حلوق السالخين هو الذخيرة 
خرّجت جيلا
وقَبِلتَ أجيالا
وأجيال تلوح على اللوائح في انتظار
حدّق قليلا في يديك
السلخ سلخ
والشبح شبح
والبرش قاربنا المقدّس
والسوط مجذاف أمين
وعيون حيفا تستعيرك كي تشاهد الف نجم في ظلام
وعيون حيفا تستعيرك كي تشاهد ألف عام للأمام 
حدّق قليلا في يديك وفي السماء 
تجد المخيم
وانظر إلى قمم الدخان
نابلس تعصف ثم تنطق بالمخيم
حلحول تعبق ثم تخفق بالمخيم
والقدس ترقص أو تصفق بالمخيم
من لا يحب الشعر فينا
من لا يحب القمح فينا
من لا يحب الماء فينا 
من لا يحب البحر فينا
كلنا نحن المخيم
فأسرع كثيرا
وافرح كثيرا
إن كان سلخي فرحة
يا اسطبل خيل الفارعة
نأتيك شيبا أو شبابا
نأتيك نحرا أو عتابا
نأتيك عرسا أو عذابا 
نأتيك برقا أو سحابا
فاغضب كثيرا
واغضب كثيرا
لا بد نكبر 
قد بلغنا من ملاحمنا النصابا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 * الفارعة: هي منطقة في فلسطين تقع إلى الشمال الشرقي لمدينة نابلس وبني على أراضيها مخيم لللاجئين الفلسطينين سنة 1949م سمي بمخيم الفارعة. يقع في هذه المنطقة سجن الفارعة الذي كان يسمى بالمسلخ وهو محور القصيدة هنا حيث كان يتم التعذيب والشبح في الاسطبلات الخاصة بخيول الجيش الانجليزي سابقا وتحولت لاماكن للتعذيب والسلخ في ظل الاحتلال الاسرائيلي

* البرش هو سرير خشبي ينام عليه الأسير الفلسطيني مصنوع من خشب سيء مليء بالحشرات غالبا وغير مريح بتاتا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق