الخميس، 2 ديسمبر 2010

عانس .. وأفتخر ! - هبة عبد العزيز

قنبلة موقوتة بدأ العد التنازلي لانفجارها‏..37‏ في المائة من الشباب المصري فاتهم قطار الزواج ـ‏9‏ ملايين شاب وفتاة تجاوزوا الخامسة والثلاثين من العمر وفشلت قواربهم في ان ترسو علي شاطيء الزواج رغم كل ما سمعوه عنه من نكد وعكننة‏,3‏ ملايين و‏773‏ فتاة تحطمت أحلامهن في العثور علي شريك الحياة رغم انهن لا يبحثن عن شاب له وسامة عمر خورشيد ورجولة رشدي اباظة وخفة ظل احمد رمزي وهو يصطحب خطيبته في سيارته الكاديلاك المكشوفة‏,6‏ ملايين شاب تسربت من بين اياديهم اطياف فتاة الاحلام ولم يعد لهم ملاذ سوي السهر علي المقاهي وتدخين الشيشة‏,‏ والعودة وش الفجر الي البيت ليواجه غضب أب ثائر وكلمات الاستغفار من ام محبطة‏.‏
الارقام مخيفة والاحصائيات مرعبة وكنت اتمني ان يكون في الامر شيء من المبالغة ولكنها آخر دراسة موثقة صدرت عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء‏,‏ ورغم ان من تأخر بهم سن الزواج من الشباب هو ضعف نظرائهم من الجنس اللطيف‏,‏ الا ان الفتاة تظل الخاسر الاكبر في هذه القضية‏,‏ فهي تتعرض لكم غير محتمل من الارهاب النفسي من جانب الاسرة والاقارب والاصدقاء وداخل محيط العمل‏!‏ جميع النظرات والهمسات وعبارات الرثاء والتعاطف تؤكد انها اما مدانة أو معيوبة‏..‏ وعلى المستوى الشخصي‏،‏ اعرف كثيرات ممن يملكن قدرا كبيرا من الجمال والانوثة والاناقة ويقف العرسان علي ابوابهن طوابير ومع ذلك يرفضن الارتباط بشخص يفتقدن معه الحد الادني من التوافق والقبول ويرفعن شعار نار العنوسة ولا جنة الزواج لمجرد سد الخانة واكتمال الشكل الاجتماعي الخارجي الذي ربما يرضي المقربين لكنه سيلقي بي في بحر التعاسة ويحجز لي مقعدا فاخرا في قطار الطلاق السريع‏.‏
ويا أيها المجتمع ويا كل من تشكلون القيم التربوية والصور الذهنية في ثقافتنا‏,‏ رفقا بكل من تأخر بها سن الزواج‏,‏ ابحثوا عن حلول واقعية لهذه المشكلة وتذكروا ان الزواج ليس هدفا في حد ذاته وان تأخره ليس نهاية الكون او وصمة عار‏!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق