الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

لم أعد أخجل - نادين بدير



بدأت القصة منذ كتب علي الحداد، منذ خاطوا لي السواد وألبسوني إياه لتزداد عتمة المدينة.
لم تكن الصغيرة تأبه لجسدها، فقد كان مثاراً للابتسام في طفولتها. لكنها إذ طالت قامتها أصبحت أنوثتها مثاراً للفضيحة، وصار كل ما بها عيباً وعاراً.
وكان أن خجلت من جسدها، فساعدتهم في تكفينه، كممت فمها، أعمت أعينها،
غمست أصابعها في العتمة، عرضت الكساء حول صدرها وخصرها وساقيها. وعبر ثقوب الأقمشة استقبلت نسمات هواء حارقة مخنوقة، مثلها تماماً.
* * *
صار عمري أحد عشرة عاما.... وصوتي عيب...
هكذا قالت النسوة في عائلتي: صوت المرأة من أسباب شرفها. كلما علا قل احترامها. لا بد أن تهمس.
يعني هذا أن صوتي خطيئة.....
قلن أيضاً إن نظراتي خطيئة.. إن ضحكاتي خطيئة...
قلن إن شرف المجتمع يقع بين أفخاذ بناته. أن شرف رجال العائلة ستمحوه ابتسامة مني.. شرف كل رجال العائلة سيضيع مع أول نظرة إعجاب أتبادلها ورجل. قلن إن خجل العذراء مضرب للأمثال.
كن نسوة اللواتي حكين لي كيف أستحي من معطيات الطبيعة، كن نسوة من علمنني كيف تلازم عيني الأرض ولو حيلة.

صرت في الخامسة عشرة ومعلمات الدين المهووسات يؤكدن أن من لا تخفي شعرها في الدنيا ستعلق منه في الآخرة.
شعري أيضا خطيئة....
أقسمت معلمة ذات يوم أن وجه المرأة قد خلق ليتمتع به زوجها فقط. أن وظيفة كل امرأة تكتمل بتسليم جسدها لرجل.
كان ودي أن أسألها: وماذا لو لم أتزوج؟ ماذا سأفعل بوجهي، أداة المتعة التي أمتلكها!!

كبرت وإمام المسجد يخترق صوته أذني كل جمعة ليشغلني عن الدراسة بعجائب تطرفه، حالفاً مئات الأيمان الأسبوعية أن جسد المرأة لعنة يجب محوها من الوجود...

الأحد، 3 أكتوبر 2010

فوائد الممارسة الجنسية - دراسة أكاديمية

الحرمان الجنسي يسبب عند الرجال  والنساء اضطرابات صحية وعاطفية ونفسية. والممارسة الجنسية التي يشترك فيها الطرفان لها العديد من الفوائد الصحية الجسدية  والنفسية حسب ما أكدته آخر الأبحاث الجنسية في الجامعات ومراكز البحث العلمي  العالمية .
هذه بعض تلك الفوائد الصحية التي أكدتها الدراسات الأكاديمية،  من خلال اختبارات شملت آلاف العينات من الرجال والنساء في مختلف المراحل من الأعمار

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

حكمة حماري - أُبيّ حسن

فيما كنت وحماري نجلس تحت شجرة بلوط, نتقي بظلها شرّ الحرّ, طاب لي أن أتجاذب وإياه أطراف الحديث. وكان لي ما أردت؛ والشهادة لله كان حماري (كالعادة) عند حسن ظني, إذ وجدته (حفظه الله) حماراً نبيهاً رزيناً حكيماً في آن, كما سيتبين مما هو آت. وفي الوقت نفسه كان كريماً في حديثه والوقت الذي منحني إياه. وقد كان صدره رحباً إبان أجوبته على أسئلتي, على نقيض الكثير من الحمير التي تعج بها طرقات بلادنا, وبعض دوائرها من شغلة بعض كراسيها ومناصبها!.

كشف حساب مختصر لمواطن أكثر اختصارا - علي عكـور

25 عاما ركلتها خلفي , أو هي ركلتني ..
كل الاحتمالات صحيحة .
يااااااااااااه , كيف يعدو العمر ؟ كيف يعدو كأرنب مطارد ؟
و ( كجلمود صخرٍ حطّه السيلُ من  عل )
و كيف ذابت السنون كأحلام البؤساء ؟
و كيف تلاشت كمعاشات المتقاعدين ؟
و أماني الكادحين ..
و ذنوب الصالحين

مواطنون دونما وطن - نزار قباني


مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك
ومن وثن إلى وثن

المتشرد !.. صموئيل حنا

افترشَ الدّرجة الثّانية أمام نبع الماء في وسط ساحة البانتيون معبد الرّومان الشّهير. ثيابُه متّسخةٌ ممزّقة، وشعرُه منكوشٌ مُهمَل، له سحنةٌ كأنَّ الدّهرَ طبعَها بميسم النّكد والعسر من قبل أن تبصرَ عيناه وجهَ الدنيا. الجوعُ يعصرُ معدته الخاوية خواء الصّحراءِ من الماء! والتّعبُ بادٍ في حركاتِه الوانية، ونظراتِه الخاملة الضبابيّة المستعطفة للعابرين المارّين بهِ، فيرى ظلالَهم ولا يرونَ منه شيئاً. السّاحةُ تعجُّ بالصّخبِ وتزدانُ باللهوِ والحركة، وتُشرقُ بالابتسام والضّحكِ. فأمّا هو، فكانَ أشبه بنقطةٍ سوداء في صفحةٍ بيضاء، لكأنّه خارجٌ عن سطرِ السّاحة، ولكأنّ بؤسَه وشعورَه المُجهَد بالعزلة أبيا أن يندمجَ بروحِه أو جسدِه في فسيفساء الفرحِ التي انتشرتْ فوقَ ساحة البانتيون